فضيلتان انعمت بهما علينا صحيفة? الصباح ? الاولى انفتاحها على الاعلام الجديد المتمثل بالفضائيات العراقية وخطابها الاعلامي الجديد.
والثانية فتحها المساحة الكافية للفنان السينمائي والاعلامي قاسم حول الذي يمثل اجتهادا لامعا في الذاكرة الفنية العراقية وذلك لتاريخه الناصع في الكتابة والاخراج و(الثقافة البصرية) على حد تعبير مقدمة ملحق فنون الصادر في 22/ تموز 2007 .
يتوزع انطباع قاسم حول بين تاريخ الفضائيات في زمن الدكتاتورية وبين العهد الجديد (في تلك الفترة باشرت بكتابة دراسات مطولة عن تلك الفضائيات العربية وكانت تحمل عنوان يوم في حياة فضائية، كنت اكتب تحليل هوية كل قناة ثم ارصد برنامجا من برامجها على مدار 24 ساعة واحيانا لبضعة ايام وكانت صحيفة القبس الكويتية تنشر تلك الدراسات اسبوعيا تستوعب صفحة كاملة من صفحات الجريدة).
اذن كان تحليله الاعلامي يتحدد ببث قدره 24 ساعة كنموذج للقناة بينما توزعت انطباعاته عن الحرة عراق بين عدة ايام اسماها بمشاهدات يوم في منهجية تمت بصلة للانطباع الفني المنتقى لا عن طريق الانطباع او الدراسة للعملية التنسيقية التي تعتمدها القناة على مدار خطة عمل اعلامية وبذلك خرجت الدراسة من المنهج الى الانطباع وعلى الرغم ان هذا لايفسد للفن قضية الا انه يدفعنا الى التشتت في الخروج بانطباع مبرمج، اما يشمل الاتجاهات الفنية للقناة او الاتجاه السياسي للقناة ،وكنت اتمنى ان ينهج المنهج الاول واقصد الفني لزيادة الاستفادة من خبرته وعينه الفاحصة ودربته داخل العراق وخارجه وتلزمنا انطباعاته ان نتناول في البداية مايلي:
1. ضرورة القناة الفضائية :
في سؤال قاسم حول عن الضرورة الملحة لوجود القناة وسط قنوات اخرى اتفق معه بوجوب التميز والابتعاد عن التشابه ولكن الامر لايستدعي القول بان بداية قناة الحرة كانت من دون خبرة ثقافية او فنية والاماوصلت القناة الى المستوى الذي هي عليه الان من حجم الاهتمام الجماهيري بالمشاهدة والمتابعة وخاصة حفاظها على الحياد الاعلامي المطلوب وانفتاحها على جميع الاطراف حيث يقول:
(وواضح ان المقيمين على ادارة القناة لايملكون الخبرة الثقافية ولا الفنية التي تؤهلهم لتأسيس قناة معاصرة مؤسسة وفق هيكلية برامجية محسوبة تتميز بالتنوع وتمتاز بعمق الرؤية وجمال العرض). ولكن يستدرك قائلا (لاسيما بعد ان وفدت الى هذه القناة ادارة جديدة ،ادارة عراقية (وهذا شأن مهم) ممثلة بالاعلامي الخبير الاستاذ حميد الكفائي لكي تكشف شؤون العراق امام عين المتلقي، وتتناغم وفق منهج فكري وفني مع قناة الحرة المسماة اوروبا).
ويعرف قاسم حول ان استمرار قناة يعتمد على التاسيس وكذلك على الدماء الجديدة التي تعد خيرا لاسيما انه يقول (ومتابعتي لشخص المدير الجديد من خلال عمله في وسائل الاعلام المرئية مثل البي بي سي وسكاي نيوز ،والاعلام المسموع مثل البي بي سي العربية وفي الاعلام المقروء في الغارديان والاندبندنت والصحافة العربية وهو المشرف على المؤتمر الاعلامي في اثينا عام 2003 والمساهم في وثيقة اثينا للاعلام من بين ثلاثة خبراء وصاحب كل هذه الخبرة تجعلني اتفاءل تفاؤلا مشوبا بالحذر ان يرتقي بالقناة ويخرجها من النمطية العربية العادية المكررة ويجعل منها قناة معاصرة تقدم الخبر بصيغة جديدة وتحرر مقدمي البرامج من طريقتهم العصابية في الجلوس امام الكاميرا فمقدم البرامج مع قوة البرنامج يشكلان الوحدة الفنية المؤهلة لتجسيد هوية للقناة التي تفتقر الى الهوية) وكان عليه ان يثني على المقدمين وهم يعيشون في ظروف صعبة تبدأ بتحضير الضيف الذي لايستطيع ضبط موعده اذا انفجرت سيارة ملغمة وماهو مصيره اذا ظهر على الشاشة واصبح هدفا للاغتيال ؟
واعتقد ان نظرة شاملة لما تقدمه الحرة عراق وزميلاتها من القنوات العراقية يستحق التقدير على الاقل في التمكن من تقديم شؤون عراقية خالصة وسط ظروف اعدها السياسيون اصعب ظروف العالم .
2. البلاتو وامور اخرى :
قد لااتفق مع قاسم حول في رؤيته للبلاتو ونشرة الاخبار لان العمق مطلوب في الصورة ويغلب اللون الازرق على مجمل الباك راوند في صورة القناة واعتقد ان البساطة مطلوبة في الديكورلا سيما ان حول يطالب المذيع بعدم التقيد بربطة العنق اما ان يقدم النشرة مذيع واحد او اكثر فانها مسألة فيها وجهة نظر لاسيما ان نشرات الاخبار احيانا تكون طويلة ما ان تنتهي حتى تبدأ من جديد وحتى تحافظ اية قناة على مستوى الاداء فانها تريح مذيعها بهذه الطريقة .
ولكني اتفق مع قاسم حول بشأن ديكور برنامج بالعراقي 100% وخاصة الخط الوسطي الذي يصعد من خلف المقدم مما يربك العين وان مقاعد الجلوس واطئة وتحتاج الى تبديل، اما مايخص رؤيته للمقدمين من البرنامج هما عمر محمد وفلاح الذهبي فانها انتقائية ترجعنا الى ما اسلفنا بان في النقد انطباعا فنيا يخرج عن المنهجية العامة .
ولاادري لماذا ركز على هذا البرنامج فقط واريد ان ادير انتباهه الى ان اغلب البرامج في الحرة عراق عراقية من الداخل فسبعة ايام لعلي عبد الامير وحديث النهرين لسالم مشكور وساعة حرة في اكثر حلقاتها، وابواب ومتابعة الشأن الثقافي العراقي وبرنامج الحان السماء ،اقول ان هذه البرامج تهتم بالشأن العراقي الخالص ،ولابد ان ننوه الى اهمية التقارير والقصص التلفزيونية العراقية والتي اصبحت مثار اهتمام الشارع العراقي لانها تمس معاناتهم اليومية في الداخل ولانريد اعادة القول عن الصعوبة في التواصل مع الشارع العراقي خاصة في ظل احتراب لايحتمل فيه الاخر ووصل هذا الاحتراب الى الاعلام حتى باتت قناة لاتحتمل قناة اخرى.
3. السينما وتأكيد الانطباع :
مما يدعم وجهة النظر التي اشرنا في البداية بان الامر لا يتعدى الانطباع وهذا لا يقلل من شأن ما كتبه قاسم حول، هو انتقاله من القناة الى السينما حيث زحف الامر من برنامج غربي عن السينما وهو يقارن بين حرة عراق وحرة اوروبية الى فقرة خاصة عن برامج الثقافة السينمائية وبعد ان اشبع موضوعة السينما التي لو افرد لها موضوعاً خاصاً خارج هذه المقالة لاعطى لموضوعه تركيزاً اكبر واشمل واعتقد ان الامر لايحتمل مقارنة بين قديم وجديد وان النقد الموضوعي لايضع قناة الحرة في الدرجة الثالثة ولا ادري وفق اي مقياس وضع هذا التصنيف؟
4 ـ خاتمة وتوضيح:
وهناك مسالة تثير الانتباه الا وهي مقارنة الاذاعات بالفضائيات حيث لم استطع الربط بين ذاكرة الفنان قاسم حول المتعلقة باذاعة اميركا والبي بي سي وبين الحرة عراق على الاقل في الجانب الفني وختاما اتمنى ان يتسع صدر الفنان المبدع قاسم حول لملاحظاتي فانا انظر اليه نظرة المتابع المعجب بنموذج اعطى الكثير ويحق له الدلال في كلام واطلاق الاراء ةهذا لايمنع من التقاطع وابداء الرأي خدمة للاعلام الفضائي الذي هو وسط جحيم لايشبهه جحيم في العالم واعتقد ان قناة الحرة عراق من القنوات التي يتابعها المعتدلون من العراقيين حين تضيق عليهم العدسة في زاوية واحدة تشعرهم بالتشتت شكرا للصباح وللفنان المبدع قاسم حول .