فرحت كثيرا لانتخاب الدكتور فؤاد معصوم لرئاسة جمهورية العراق ولدي أسبابي طبعا لهذا الارتياح وأولها هو أن الدكتور معصوم شخصية مثقفة ومعتدلة ومحبة للعرب وتخلو من العقد والتعصب ولا أقول هذا الكلام دون أدلة فهي كثيرة. ورغم أنه سياسي ومناضل كردي إلا أنه لم يبتعد يوما عن الهم العربي والثقافة العربية والفكر العربي والشأن العربي بشكل عام. شهادة الدكتوراه التي يحملها هي في فكر حركة أخوان الصفا التحررية… أعرف معصوم منذ ربع قرن ولم أسمع منه يوما كلاما منحازا لجهة ضد أخرى ولا تعصبا إلى قومه ضد أخوانهم العرب. حديثه كله في الفكر والأدب والعلم والممكن وغير الممكن. وهو قارئ موسوعي يطلع يوميا على ما يكتبه الكتاب العرب والعراقيون وهذه صفة نادرة هذه الأيام عند كثيرين من سياسي العراق، ربما بسبب إنشغالهم (إذا احسنا الظن). فؤاد معصوم رجل متواضع إلى أبعد الحدود رغم كل إنجازاته العلمية والسياسية، وتواضعه حقيقي وليس مصطنعا لأسباب سياسية كما يفعل البعض. ارتقى أعلى المناصب السياسية والأكاديمية وبقي كما هو: إنسان متواضعا كيسا خلوقا… إنه حقا الشخص المناسب في المكان المناسب، فهنيئا له المنصب المرموق وهنيئا لنا برئيس بقدراته العلمية والسياسية والفكرية. وقد تكون بداية لنهضة العراق من جديد.