صورتك الثابتة
أقلِّبُ أحيانا ألبومَ الصور
أمرُّ على الأزمان. أتذكرُ الأحداث
أتصفحُ الوجوهَ والأمكنة
شوارعَ وحدائقَ وبحار
أصدقاءَ وغرباء
أزيلُ ما لم يعُد مهماً
أحذفُ من لم يعُد تذكّرُهم يجلبُ السعادة
أحزنُ على من مضى، أشفقُ على من بقي
واتوقفُ عند صورةٍ واحدة
بقِيَت ثابتةً في الألبومِ والذاكرةِ والقلب
صورةٍ لا تغادرُ معالمُها المخيلة
صرتُ أرى بعضَها عند آخرين
كلما اقتربوا منها ازددتُ قرباً منهم
بالأمسِ رأيتُ من يحملُ بعضَ ملامِحِك
بعضَ التفاتاتِك وابتساماتِك وردودَ أفعالِك،
المحُ شيئاً من ثقتِك وجرأتِك وجمالِك.
حدّقْتُ به متأملاً ومندهشا
فظل حائراً يبادلُني الدهشة
وفي غفلةِ تأملٍ اختفى
وبقيت أنت
ويبقى بقاؤك سرَّ الأسرار
ويظل حبُك أقوى من الغياب.
حميد الكفائي
لندن في 10 كانون الثاني 2015