ذكرى اغتيال كامل شياع
كان كامل شياع خطرا على التخلف وخطرا أكبر على التطرف والهمجية، ورغم أن المتطرفين متخلفون بطبيعتهم، فلولا التخلف لما وجد التطرف، لكنهم أدركوا الخطر المحدق بهم. إنه كامل شياع وما يمثله من قيم التمدن والتطور والإنسانية والرقي… قضوا عليه في أول فرصة وبرصاصة واحدة في الرأس كانت موجهة لرؤوسنا جميعا فاخترقت رأس كامل وقلب كل من لديه ذرة من التحضر والإنسانية والثقافة.
كان كامل كاملا وصدق أبواه عندما سمياه كاملا. مظهره تحضر وهدوؤه سلام وابتسامته حب وحياته تمدن وثقافة ورقي وإنسانية… كان بمدنيته وتحضره وثقافته خطرا على الإرهاب وخطرا على التخلف والتطرف… سيبقى كامل في قلوبنا ما بقينا وسيعلم المتخلفون أنهم إلى انقراض مهما طال بقاؤهم.
الصورتان التقطتا في اليوم نفسه والمناسبة نفسها. دخلت قاعة أكد في شارع أبو نؤاس ببغداد في يوم 14 تموز عام 2004 للمشاركة في احتفال أقامته وزارة الثقافة وجلست في الصف الأخير بين صديقي العزيزين حسن الجنابي وصادق الصائغ (الشاعر الوسيم)… غير أن مستشار وزارة الثقافة كامل شياع أبى إلا أن أجلس في الصف الأمامي الذي كان يجلس فيه هو ووكيل وزارة الثقافة ميسون الدملوجي ووزير الثقافة مفيد الجزائري، فتخلى عن مقعده لي وجلس خلفي كرما منه وإنسانية وتواضعا… سيبقى كامل في قلبي وذاكرتي…
اغتيل كامل شياع يوم السبت المصادف 23/8/2008 على طريق محمد القاسم