هل كان المثقفون حاضرين ليغيبوا عن المشهد؟
أزعم أننا أمة لم تعد تستمع إلى مثقف أو مفكر بل أصبح المثقفون والمفكرون وأهل الرأي فيها غرباء يعيشون فرادى منعزلين صامتين، أو مغيبين في السجون أو المنافي، الاختيارية والإجبارية منها، أو في القبور، بل إن بعضهم لا يعلم له أحد قبرا.
والأمثلة كثيرة من التاريخ القديم والحديث على تغييب المفكرين والبشاعة التي عوملوا بها سواء في القتل أو السجن أو النفي.
الصديق المغدور ثامر التميمي قتله متطرفون مجهولون
قد يقول قائل إن التغييب هو للمعارضين وليس المفكرين وأقول إن أكثر المفكرين والمثقفين معارضون بل إن أي معارض أصبح معارضا لأن له فكرا مغايرا ورؤية مختلفة عن السائد (بغض النظر عن صحتها)، ثم ما قيمة المفكر والمثقف إن كان مجبرا على مجاراة السائد دون أن يجرؤ على قول الحقيقة وإبداء الاعتراض على ما يراه خطأ أو ظلما؟
في كل الأحوال ليس حديثنا هنا عن التاريخ لذلك سأتجنبه قدر الإمكان، لكنه يبقى جزءا من مشكلتنا كعرب ومسلمين، ولكن اعتقد مع ذلك أننا سنمر على التاريخ دون شك لأننا مولعون به وشغوفون بشخصياته وأمجاده وإنجازاته وأبطاله، وكيف لا وحاضرنا يخلو من أي من هذه الأمور؟
أسباب غياب دور المفكرين والمثقفين كثيرة لكنها مرتبطة ببعضها ويتركز أهمها على الاستبداد والجهل والتعصب وكثرة المقدسات واللجوء إلى العنف بتبرير ديني او اجتماعي ثم غياب التسامح وهي أم المشاكل جميعا.
جهل مقرون بالأنانية
السبب الأول هو الاستبداد وهو لا يخص الحاكم السياسي فقط، بل يخصنا جميعا، فكل منا له سلطة على مساحة ما من حياة الناس حتى وإن كانت صغيرة، وعندما يمارس الاستبداد فالآخرون يتأثرون به.
البعض يمارس الاستبداد في البيت والمدرسة والوظيفة، بل الآن تراه يمارس الاستبداد في وسائل التواصل الاجتماعي التي فضحت تعصبنا وجهلنا وانعدام قدرتنا على التعايش وقبول الآخر (وهذا ليس تعميما فأنا لا أقصد الجميع بل وجود ظاهرة واسعة الانتشار).
الثاني هو الجهل وأعظم ما في الجهل هو المقرون بالأنانية وعدم القدرة على معرفة النفس. فمن لا يعرف قدر نفسه لا يمكنه أن يعرف الآخرين ومن منهم مثقف ومن منهم غير ذلك بل تراه دائما يعتبر نفسه المثال الذي يُقاس به الآخرون! أكثرنا يتصور أنه دائما على حق وغيره على خطأ وذلك لغياب المراجعة النقدية فنحن لا نراجع أنفسنا وأفكارنا ولا نعترف بالخطأ مطلقا ومع ذلك نتغنى بمقولة (الاعتراف بالخطأ فضيلة) وأحاديث مثل (المؤمن مرآة أخيه) و(كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) دون أن نعمل بها. ولكن قلما تجد من يعتذر عن خطأ أو ظلم ارتكبه بحق غيره أو حتى نفسه.
ودعوني هنا أدخل في مجال حساس ألا وهو الدين وتفسيرات أو تأويلات البعض له. أصبح الآن كل من يعرف شيئا بسيطا في الدين يسمي نفسه “عالما” بل هناك من يشنّع على رجال الدين المعتدلين وينكر عليهم آراءهم لأنها تتعارض مع نوازعه البدائية او الابتدائية. كثيرون ارتدوا الزي الديني دون دراسة حقيقية للدين في المدارس المعتبرة، وأخذوا يطلقون الآراء والفتاوى يمينا وشمالا غير مدركين للتأثيرات السلبية لما يقولونه باسم الدين على الآخرين. فإن صدّق بعض الشباب ببعض الآراء المتطرفة وعمل بها، وهذا ما يحصل حاليا في معظم بلداننا، فإن ذلك يمكن أن يُحدِث كوارث إنسانية في مناطق العالم المختلفة، وهذا حصل أيضا.
كثرة المقدسات:
أما التعصب فهو مشكلة المشاكل وهي لها علاقة بالجهل لأنه أساس التعصب، ولكنها صفة اجتماعية وهناك من لا يمكن وصفهم بالجهل لكنهم متعصبون وليس في حياتهم مجال للفكر الآخر أو الرأي الآخر لأنهم يعتبرون ما يؤمنون به مقدسا ولا يحتمل الخطأ. وللأسف فإن صفة التعصب وإلغاء الآخر سائدة في مجتمعاتنا وتحتاج إلى عمل ثقافي واسع مدعوم بقوة تحمي المثقف إن تعرض للاضطهاد او الاعتداء. مؤسساتنا الثقافية ليست فاعلة كما تقتضي حاجتنا، بل في العراق أهملت الحكومات المتعاقبة وزارة الثقافة كليا وجيء لها بمن لا علاقة له بالثقافة من الحزبيين والعسكريين أو شيوخ العشائر وأئمة المساجد الطائفيين المتعصبين.
وبسبب التعصب وشيوع الجهل أصبح كل شيء لدينا مقدسا. سياسيونا وقادتنا وأباؤنا وأجدادنا وأفكارهم ومنازلهم وأمكان سكناهم بل حتى مقتنياتهم! وفي العصر الحديث حتى السيارات والمكائن العاطلة أصبحت مقدسة! (سمعت أن ماكنة حراثة “كاروبة” عاطلة ومهملة في إحدى مناطق العراق أصبحت مقدسة ويشد لها الناس الرحال وتقدم لها النذور لأن صاحبها سيد)!!!
المذيعة خمائل محسن قتلها متطرفون مجهولون
ومع كثرة المقدسات تقلصت مساحة الحرية المتاحة للمثقفين والمفكرين وازداد عدد الذين يستغلون جهل الناس وبساطتهم وإيمانهم الفطري وأصبح هَمّ هؤلاء هو إشاعة الجهل وتقديسه لأن العلم سيقلص من وجودهم أو ينهيه كليا.
وقد انتقد المرجع الديني محمد اليعقوبي مؤخرا انتشار المراقد الوهمية في العراق التي تهدف إلى استغلال الناس. والمشكلة أنه حتى فتاوى رجال الدين المعتدلين التي تهدف إلى إشاعة التسامح بين الناس أصبحت غامضة وتتجنب أن تكون صريحة بل تجدها عائمة وحمالة أوجه من أجل عدم إغضاب المتطرفين الذين لا يستحقون المجاملة بل يجب علينا أن نضعهم عند حدودهم ولا نجاملهم على الإطلاق.
اللجوء إلى العنف:
وهو مرتبط أيضا بالجهل والتعصب وكثرة المقدسات. لقد أصبح أحد الخيارات المتاحة لدى البعض هو اللجوء إلى العنف لمعالجة الخلافات بل هو الخيار الأول عند بعض الجماعات المتطرفة. وفي العراق قتل المئات من الأكاديميين والمفكرين والسياسيين ورجال الدين (من العرب والأكراد والتركمان والسنة والشيعة والمسيحيين والأيزيديين والطوائف الأخرى) وأنا شخصيا أعرف العشرات ممن قتلوا أو اغتيلوا لا لشيء إلا لأن لديهم فكرا أو رأيا أو مذهبا أو دينا مختلفا عما لدى قتلتهم. ومن المُشجِعات على هذه الظاهرة ضياع المحاسبة وضعف الدولة ووجود التبرير الديني للقتل.
فهناك من يبرر كل شيء دينيا هذه الأيام من السرقة إلى الرشوة إلى الخطف والقتل. هناك جهات تدعي التدين والعمل باسم الإسلام لكنها مارست الابتزاز والخطف والقتل وكل ذلك في السر ما يعني أن التدين الذي تدعيه ليس حقيقيا بل هو ذريعة للسلطة والنفوذ.
المفكر قاسم عبد الأمير عجام قتله متطرفون مجهولون
الخلط بين السياسي والديني
لقد برز لدينا مثقفون ومفكرون وأدباء في فترات سابقة عندما كانت هناك فترات استقرار وتسامح أو فترات انتقالية تقلص فيها الاستبداد ووُجِدَت فيها مساحة من الحرية ولم يشعر الحاكم أو المجتمع بالتهديد من وجودهم وفكرهم. ودعونا نعترف فإن الحكام السابقين، منذ مطلع القرن وحتى فترة الثمانينيات، وإن كانوا مستبدين وظالمين وغير ديمقراطيين، لكنهم كانوا يريدون بناء دول قوية (بغض النظر عن الأسس التي تبنى عليها تلك الدول) لذلك كان في مصلحتهم تشجيع التطور العلمي والفكري، ولكن ليس السياسي للأسف – وهذه من المشاكل التي نعاني منها وأشار إليها الشيخ علي عبد الرازق في كتابه “الإسلام وأصول الحكم”.
لذلك برز طه حسين وعلي الوردي ومالك بن نبي وعلي شريعتي وانتشرت أفكارهم النقدية، وامتلكوا الجرأة لمواجهة الأفكار السائدة ونقدها. وبعدهم برز آخرون في بلدان عربية عندما توفر فيها قدر من الحرية والاستقرار مثل صادق جلال العظم وجورج طرابيشي وسيد القمني ونصر حامد أبو زيد ونوال السعداوي وفرج فودة (الذي دفع حياته ثمنا لآرائه النقدية). كما برز رجال دين مستنيرون معتدلون في فترات سابقة مثل رفاعة رافع الطهطاوي ومحمد عبده وعبد الرحمن الكواكبي وحسين النائيني ومحمود شلتوت، ثم تبعهم لاحقا موسى الصدر ومحمد حسين فضل الله، ومحمد متولي الشعراوي، ومحمد سعيد رمضان البوطي، ومحمد مهدي شمس الدين وغيرهم.
المثقفون ليسوا أبطالا
إلا أن الذي حصل لاحقا، خصوصا بعد مقدم الإسلام السياسي، أنه أصبح هناك خلط عجيب عندنا، نحن العرب، بين السياسي والديني فأصبح الإثنان مقدسيْن فلا يمكنك أن تنتقد زعيما سياسيا لأنه زعيم ديني في الوقت نفسه وأن أتباعه لن يسمحوا بأي نقد بل سيلجئون إلى العنف لحماية (مقدساتهم) بمن فيها قادتهم الذين يرون أنهم (مقدسون) لا يأتيهم الباطل من بين أيديهم ولا من خلفهم. فاضطر حتى رجال الدين المعتدلون المستنيرون من أمثال عدنان إبراهيم ومصطفى راشد ونصر حامد أبو زيد أن يغادروا بلدانهم خوفا من الاضطهاد المجتمعي وليس بالضرورة خشية من الحكومات. يجب أن يكون السياسيون والإداريون والمسؤولون خاضعين للنقد والرقابة المستمرين، فإن أصبح هؤلاء مقدسين ولا يمكن توجيه النقد لهم، فإننا في الحقيقة نرتكب جريمة بحق أنفسنا أولا وبحقهم ثانيا (فالنقد فعل للحب والصمت حكم بالموت كما قال كارلوس فوينتس). وبسبب ذلك فإن سياسيين كثيرين لجأوا إلى التظاهر بالدين وارتداء الزي الديني لتحصين أنفسهم ضد النقد. أقول للسياسيين إنكم لستم محصنين من النقد مهما ادعيتم من أفكار ومهما ارتديتم من أزياء، وأقول لمن يريد حصانة دينية أن يبقى ضمن إطار الدين ولا يخرج عنه إلى السياسة، فإن بقي ضمن قدسية الدين فسيبقى بمنأى عن النقد، أما السياسة فليست مقدسة.
الصديق المغدور أحمد الحجية غيبه متطرفون مجهولون
لقد أصبح المفكرون والمثقفون وأهل الرأي الناقد يخشون القتل ليس من الحكومات كما كانوا سابقا بل من الناس العاديين المتعصبين! كانت مشكلة طه حسين مع المؤسسة الرسمية وليس مع المجتمع، لكن نجيب محفوظ، الذي عاش ثمانية عقود بسلام، تعرض في عقده التاسع إلى اعتداء جسدي من شخص جاهل لم يقرأ له شيئا بل سمع من جاهل آخر أن ما كتبه محفوظ كان مخالفا للدين.
إنني أجزم بأن الذين قتلوا فرج فودة أو كامل شياع أو قاسم عجام لم يقرأوا لهم كلمة واحدة فالقاتل ليس بقارئ.
وإن كانت الحكومات الاستبدادية تعتقل وتحقق وتحاكم وتسجن وتضع من تتهمهم تحت إقامة جبرية أو تمنحهم فرصة (للتوبة) أو (العودة إلى الصف الوطني) فإن المتعصبين ليس لديهم إلا خيار القتل غيلة! فالمثقف والمفكر والصحفي والكاتب يقتله الآن مجهولون! وإن كنا نعرف قتلة المفكر عزيز السيد جاسم والصحفي ضرغام هاشم ومئات غيرهما فإننا مازلنا نجهل قتلة كامل شياع وقاسم عجام ومارغريت حسن وخمائل محسن وأطوار بهجت وهادي المهدي وأحمد الحجية ونزار عبد الواحد ولقاء عبد الرزاق وثامر التميمي ومئات غيرهم. خطر الإرهاب والتعصب دفع آلاف المثقفين والأكاديميين والكتاب والصحفيين والمهنيين إلى مغادرة بلدانهم في موجة جديدة من الهجرة المدمرة لدولنا ومجتمعاتنا. فإن كان الطبيب مهددا، فإن المجتمع سيزداد أمراضا وعللا. وكلمة (طبيب) هنا تتعدى المعنى المألوف لها وتنطبق على كل من يساهم في تطور المجتمع وعلاجه.
غياب التسامح
يقول المفكر البريطاني جون ستيورت ميل “لوكان بنو البشر جميعا، ما عدا شخص واحد، على رأي واحد، فإنه ليس من حقهم إسكات هذا الرأي المخالف، مثلما لا يحق لهذا الشخص أن يسكت البشر جميعا لو تمكن من ذلك”. ويضيف ميل “المتضرر الأول من إسكات الرأي الآخر هو أولئك الذين لا يؤمنون به أو لا يعرفون عنه لأن إسكاته سوف يحرم الأجيال الحالية واللاحقة من رأي كان يمكن أن يكون نافعا، وحتى وإن كان هذا الرأي خاطئا، فإنهم سيخسرون منفعة مماثلة وهي الحرمان من التمتع بمزيد من الوضوح بأنهم على حق”.
مشكلتنا ليست فقط في غياب الديمقراطية أو غياب الليبرالية بل في غياب التسامح. لو كان التسامح موجودا لكان بإمكاننا أن نتعايش ويشعر المثقف والمفكر بحرية كي يقول ما يراه مناسبا وما يشعر بأنه مفيد للمجتمع. ولكن في غياب التسامح لن تقوم لنا قائمة ولن يتبرع المثقفون والمفكرون وأهل الرأي بحياتهم لينضموا إلى قوائم الشهداء الطويلة. المفكرون والمثقفون والأكاديميون والصحفيون ليسوا سياسيين (وليسوا أبطالا) أيضا. تصوروا أن المفكر علي الوردي توقف عن الكتابة في منتصف السبعينيات من القرن الماضي لأنه لم يستطع أن يكتب فكرا نقديا بسبب قمع السلطة آنذاك، لكنه وعد بكتابة مذكراته لتنشر بعد وفاته، وعندما توفي لم يجد ورثته شيئا، ربما لأنه خشي أن يكتبها والخشية هنا ليست من السلطة بالتأكيد، بل من المجتمع إذ لم يرغب أن يتعرض اسمه للتشويه بعد وفاته كي لا يعرض الناس عن تداول أفكاره.
لا تتوقعوا من مفكر أو مثقف أن يعلن رأيه إن كان يشعر بأن حياته أو حتى سمعته مهددة. فالاغتيال نوعان: جسدي ومعنوي وقد يكون الأخير أكثر خطرا. كثيرون الآن من الجهلة وأنصاف المثقفين يغتالون مفكرين كبارا معنويا بنشر الأكاذيب عنهم وعن حياتهم الشخصية من أجل أن يعرض الناس عن قراءة أفكارهم. المفكر المهدد سوف يؤجل إعلان أفكاره التي يمكن أن تنفع المجتمع الآن إلى وقت آخر. وكل المفكرين الذين أرادوا أن يعلنوا آراءهم، غادروا إلى البلدان الغربية حتى بين الإسلاميين أنفسهم. الساحة البريطانية مثلا كانت وما زالت تعج بالقادة الإسلاميين، المتطرفين منهم والمعتدلين، من أبو قتادة وأبو حمزة المصري إلى عمر بكري ومحمد المسعري مرورا بعطاء الله مهاجراني وعبد الكريم سروش ومحسن كديور، ثم راشد الغنوشي والقادة العراقيين الذين عادوا الآن الى بلدهم ليصبحوا حكاما وأصبح بعضهم يمارس الاستبداد الذي كان يمارس ضده على من يختلف معه.
ما الحل؟
كثرة وسائل التواصل الاجتماعي والاتصال والإعلام كانت ستكون مفيدة لنشر العلم ووسيلة للمثقفين والمفكرين لنشر أفكارهم وثقافاتهم لو توفر لمجتمعاتنا الحد الأدنى من التعليم والوعي الثقافي، لكنها أصبحت تستخدم للتزوير والدجل والشعوذة واستغلال البسطاء وتضليلهم.
الناشطة الخيرية مارغريت حسن قتلها مجهولون
مجتمعاتنا بحاجة إلى حملات تثقيفية تبدأ في المدارس الإبتدائية والثانوية والجامعات والمساجد والمراكز الدينية والثقافية، مرورا بوسائل الإعلام ودور النشر، وانتهاء بسن وتفعيل القوانين التي تحمي المثقفين وأهل الرأي وتصون الحريات الشخصية والعامة.
وهناك حاجة أيضا لردع المزورين والدجالين والمُضلِّلين عبر القانون لأن السكوت عنهم سوف يشجعهم ويشجع آخرين على مواصلة التضليل والتدجيل والضحية هي دائما المجتمع والناس البسطاء الذين اختلطت عليهم الأمور. طريقنا طويل لكن مسافة الألف ميل تبدأ بخطوة.
العالم تغير أيضا فبعد أن كان الفكر والثقافة ينشران عبر دور نشر محترمة وصحف رصينة مهنية أصبح النشر سهلا جدا.
فبإمكان أي شخص أن ينشر في مدونة أو موقع إلكتروني أو مواقع التواصل الاجتماعي مثل “فيسبوك” و”تويتر” أو “لينكد إن” أو أي وسيلة أخرى متاحة، لذلك كَثُر أدعياء الثقافة والأدب وكثر الدجالون والمضلِّلون، وبسبب الجهل ضاعت الحقيقة على الناس العاديين.
الصديق المغدور نزار عبد الواحد قتله متطرفون مجهولون
حتى دور النشر التي كانت تنقح وتتحقق من المادة قبل نشرها أو رفضها، وتدفع المال للكُتّاب، أصبحت تنشر بمجرد أن يدفع لها (الكاتب) مالا أو أنها تسرق أفكار المفكرين وتنشرها دون أن تعطيهم أي حقوق (مرة أخرى أنا لا أعمم فما زالت هناك دور نشر وصحف ومجلات رصينة تنصف الكتّاب وتسعى إليهم).
*من محاضرة ألقيت في مركز الأبرار في لندن بتأريخ 11 آب 2016