أَحَبَّكِ وغنَّى لكِ وتغنَّى بكِ
عَزَفَ لكِ أجملَ ألحانِه
وتَنَقَّلَ في أرجائكِ مطرباً وعازفاً
تفانى من أجلِكِ
ونَشَرَ الجمالَ والسعادةَ في ربوعِكِ
تحمَّل الألَمَ في سبيلِكِ
وحسِبَ الألمَ حياةً
فالميتُ لا يتألم
وعَزَفتِ عن شغَفِه
بل ناصبتهِ العداء
وشَنَنْتِ عليه حرباً لم يخفُت أوارُها
وعانى بصمتٍ كي يخفيَ عيوبَكِ
وكي تَبدي جميلةً في عيونِ الآخرين
لكنه يرى قُبحَكِ
ويتحسَّسُ قسوتَكِ
ويشعرُ بجحودِكِ وصدودِكِ
ظل صامداً وصابراً وآملا
وظللتِ قاسيةً وجاحدةً وعازفة
صَمَدَ وتَحَمَّلَ وصَبَر
سعى لتجميلِ صورتِكِ
بقي يأملُ خيراً منكِ
علَّكِ ترينَ أخطاءَكِ
فتغيِّرينَ مسارَكِ
وترُدّين بعضَ أفضالِه عليكِ
لكنكِ أصررتِ على الجفاء
فعذَّبتِه وآذيته ثم غدرتِ به
يا لكِ من أفعىً غادرة
أيُّ حبيبٍ هذا الذي يغدُرُ بحبيبِه؟!
وهل حقا يستحقُ الحبَّ الذي تلقاه؟!
أيتُها الحياةُ الخائنة
كم مجرمٍ منحتِه السعادةَ والقوةَ والبقاء؟!
وكان يفتكُ بكِ ويحوِّلُكِ إلى جحيم!
وكم زاهدٍ بكِ أرْغَمْتِه على العيشِ عقودا؟!
وكان ينتظرُ غيابَك واختفاءَك!
وكم كارهٍ لكِ اضطرَّ إلى الانتحار؟!
وكان يأملُ أن يتخلصَ منكِ؟
كيف تزهدين بمن أظْهَرَ جميلَكِ وسَتَرَ قبيحَكِ؟
من صَبَرَ على أذاكِ وجحودِكِ وصدودِكِ؟
كيف ترتضين ظلمَ من أحبَّكِ وتَمَسَّك بكِ؟
لندن
كُتِب هذا النص يومَ رحيلِ الصديق سعد الجادر
Picture attribution:
https://positivepsychology.com/