بمناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة وتحت شعار ((حرية الصحافة مسؤولية وطنية ومهنية)) نظمت كلية الاعلام بالتعاون مع جريدة الزمان حلقة نقاشية بعنوان ((حرية الصحافة في ظل الاحتلال))
وذلك في يوم الاربعاء 3/ 5/ 2006 على قاعة نادي الهندية الكائن في حي الكرادة ببغداد.
أدارالجلسة كل من الدكتور علي الشمري والاستاذ عبد الامير الفيصل.وقد ابتدأت الجلسة بوقوف الحضور لقراءة سورة الفاتحة على ارواح شهداء الاعلام .
كلمة وزارة الثقافة قرأها الشاعر الجابري وكيل وزارة الثقافة حيث قال:
((كان يشرفني أن أقدم كرئيس تحرير لمجلة القصب التي حملت هماً اغترابياً لسنوات عشر ..حيث تجولت في صندوق سيارة في بيروت لانها لم تعثر على مقر لتنقل الجرح العراقي الى اماكن محرمة علينا في الارض العربية. اليوم الثالث من آيار يوم عيد الصحافة ويوم حماية الصحافة الذي اتخذته الجمعية العمومية للامم المتحدة عام 1993 نستذكره اليوم في بلدنا الذي فقد اكثر من (74) صحفياً واعلامياً وهو مايفوق العدد الذي فقد في الحرب العالمية)).
وقد اوضح أننا يجب أن نقف في العراق الجديد وقفة كبيرة لنؤسس مع انفسنا علاقة جديدة مبنية على اساس الصدق مذكراً الحضور بتردي الوسط الاعلامي في زمن النظام السابق ومشيراً الى ان الصحافة العراقية لم تأخذ دورها الحقيقي الى هذه اللحظة لأن أغلب مؤسساتنا الصحفية لم تحصل على حريتها كما اكد ان الصحافة الحرة لايمكن ان توجد مالم تكن هناك كوادر صحيفة حرة.. مبيناً ان هذه القاعدة هي التي نريدها ان تسود في العراق الجديد، وقد دعا بعدها المؤسسات الى ان تكف عن شراء الضمائر والاقلام وان لاتستغل الحاجة المالية السائدة في الوسط الصحفي والثقافي لأن الصحافة لايمكن ان تحمي نفسها دون وجود اعلاميين احرار.
نقيب الصحفيين شهاب التميمي شكر كلية الاعلام وجريدة الزمان على المبادرة بتكريم رواد الصحافة ..ليوجه بعدها عتبه الى جريدة الزمان لانها لم تتصل بنقابة الصحفيين لتحديد اسماء الرواد وقد اوضح ان النقابة قامت بالأخذ بيد الصحفيين والعمل على تشغيل العاطلين عن العمل منهم كما قدم شكره للاستاذ نوري الراوي وزير الثقافة لانه اعاد مفصولي وزارة الاعلام الى وظائفهم مؤكداً ان النقابة تهيئ لمشاريع كثيرة منها العمل على اصدار قانون جديد للمطبوعات ينظم حرية الاصدار لأن هناك الكثير من الصحف غير الملتزمة بقانون الصحافة يترأسها اشخاص غير اعضاء في نقابة الصحفيين.
اشار بعدها الى المضايقات التي تعيق حرية الصحافة كاشفاً عن نية النقابة باقامة استذكار لشهداء الاعلام بالتعاون مع وزارة الثقافة.
اما الصحفي سجاد الغازي فقد تحدث عن الصحفيين الذين استشهدوا من اجل شرف الكلمة وامانة الموقف مؤكداً ان الصحافة العراقية تعتز بهؤلاء الشهداء الذين قامت مؤسسة الزمان وكلية الاعلام بتكريمهم الى جانب رواد الصحافة.
الاستاذ حميد الكفائي مدير مركز الدراسات الاعلامية والاجتماعية قدم شكره لجريدة الزمان وكلية الاعلام ليتحدث بعدها عن المعوقات والمشاكل التي تواجه الاعلاميين والتي قد تؤدي الى استشهادهم، كما اوضح ان حرية الصحافة لا يمكن ان تنمو في ظل الدكتاتورية لكننا نحتاج ايضا الى الامن مؤكدا ان الحرية التي ننعم بها الان ناقصة بسبب غياب الامن، ثم اشار الى ان الصحفي في اغلب الاحيان يخاف ان يخرج عن خط السياسي حتى كأن المؤسسة الصحفية ثكنة عسكرية منبهاً على ضرورة عدم معاقبة الصحفي في حالة عرضه لمادة صحفية تتعارض مع التوجه السياسي للمؤسسة التي يعمل بها، حيث راى ان الاعلام يجب ان يلعب دوره الاساسي وان يبرز كل المشاكل بطريقة حيادية، فالحرية وحدها لا تكفي دون الرؤية الحيادية.
بعد ذلك عقب الكاتب كاظم المقدادي بقوله ان عنوان الحلقة النقاشية(حرية الصحافة في ظل الاحتلال) متناقض حيث فضل ان يكون (وضع الصحافة في ظل الاحتلال) ثم قدم عرضاً للصحف العراقية الصادرة في عهدي الاحتلال العثماني والانكليزي متسائلاً: أين هو المشروع الوطني في الصحافة العراقية؟ كما اوضح الفرق بين صحافة السلطة وسلطة الصحافة.
الصحفي معاذ عبدالرحيم اقر بوجود حرية صحفية لكن في ظل وجود العديد من الاوراق المختلطة، موضحاً ان الصحفي يستطيع ان يهاجم الحكومة والاحزاب لكن لا توجد بالمقابل حصانة مالية، حيث اكد ان حرية الصحافة مكبلة لان من يمول لابد أن يأخذ وهو يأخذ بالدرجة الاساس حرية الصحفي.
اما الدكتور هاشم حسن فقد اشار الى التجاهل الذي سلّط على بعض الاقلام الحرة التي كانت رائدة في صحف المعارضة، موضحاً اننا احوج ما نكون الى رجال النهضة العربية مثل الكواكبي ومحمد عبدة، كما كانت هناك مداخلات للاستاذ عبدالله اللامي والدكتورة نزهت الدليمي والاستاذ سعد عباس والاستاذ باسم الشيخ والاستاذ صالح سليمان.
اختتمت الجلسة النقاشية بقراءة الدكتور حمدان السالم للتوصيات التي اكدت دعمها لحرية الصحافة.
حفل التكريم
على صعيد متصل قام الاستاذ احمد عبدالمجيد رئيس تحرير جريدة الزمان/ طبعة بغداد بالاعلان عن جائزة سنوية مقدارها(50) مليون دينار خصصتها مؤسسة الزمان لرواد وشهداء الصحافة، ثم قرأ اسماء الدفعة الاولى لرواد وشهداء الاعلام المشمولين بجائزة الزمان الكبرى:
1. لشهداء الصحافة منحت الجائزة للصحفي محسن خضير.
2. لرواد الصحافة من الراحلين منحت الجائزة الى: يوسف متي عاوي، توفيق السمعاني، موسى جعفر.
3. لرواد الصحافة من الاحياء: فلك الدين كاكائي، محمد الملا عبدالكريم المدرس، سلام خياط، معاذ عبدالرحيم، نعيمة الوكيل، صالح سليمان حمد، سجاد الغازي، سلوى زكو، حميد المطبعي، محسن حسين، سعد الدين خضر، اسماعيل محمد، فيصل حسون، وقام بتوزيع الجوائز على الصحفيين الشاعر جابر الجابري.
اعتلى المنصة بعد ذلك الاستاذ طاهر عبد مسلم رئيس القسم الثقافي في مؤسسة الزمان واعلن عن اسماء الفائزين بجائزة المفكر العراقي المغيب عزيز السيد جاسم للابداع/ الدورة الثانية 2006، وهم كالتالي:
1. القاص محمد الحمراني في مجال القصة القصيرة.
2. الشاعران احمد عبدالسادة ونصير الشيخ في مجال الشعر.
3. الناقدان صادق الصكَر ومحمد قاسم الياسري في مجال النقد الادبي.
قام بتوزيع الجوائز بين الفائزين الاستاذ احمد عبدالمجيد.